الزواج أم السفر.. خلاف مجتمعي في ظل واقع عربي مضطرب


خاض ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حرباً فكرية حول جمع المال للزواج أو السفر، إذ أطلقوا وسم "#اجمع_المال_وتزوج"، ووسم "#لا_تتزوج_اجمع_المال_وسافر"، لينقسم المشهد ما بين مؤيد للزواج، ورافضٍ له.
وانهالت التغريدات عبر وسم "#اجمع_المال_وتزوج"، والذي أطلقه ناشطون من الجزائر، رداً منهم على الوسم الرافض للزواج، وذكروا خلاله أهمية الزواج وما أمر الإسلام به، وقال آخرون إنه مهم للتخفيف من حدّة العنوسة في الجزائر خصوصاً والبلدان العربية عموماً.
وعبّر آخرون عن رغبتهم بجمع المال من أجل الزواج والاستقرار وتكوين أسرّ لهم، ومشاركة لحظاتهم مع "حبيبة"، ومؤنسة لهم في رحلاتهم.
وجدير بالذكر أن الجزائر تعدّ الأولى عربياً في العزوف عن الزواج؛ حيث هناك 4 ملايين جزائري فوق الأربعين بلا زواج في عام 2015، بحسب إحصاءات عربية حديثة نشرها موقع "جواهر الشروق".
وحال العزوف في الدول العربية الأخرى ليس بأفضل من حال الجزائر، إذ أشارت الإحصائية ذاتها إلى وجود 3 ملايين عازب بالعراق، وفي السعودية والمغرب مليون ونصف المليون، وسوريا 700 ألف، ولبنان 450 ألفاً، والإمارات 175 ألفاً، والكويت 70 ألفاً، والبحرين 50 ألفاً، وأخيرا قطر 30 ألفاً.
من جهة أخرى رفض ناشطون الزواج عبر وسم "#لا_تتزوج_اجمع_المال_وسافر"، مبررين رفضهم بما يحدث من مشاكل بعد الزواج، وذكرهم للمسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الرجل، في وضع اقتصادي صعب تمرّ به الشعوب العربية، ليفضّلوا بدلاً من ذلك الذهاب في رحلات وحدهم حول العالم، هرباً ممّا يمكن أن يعكّر صفوهم.
في حين قال آخرون إن الإنسان لا ينعم بمتعة السفر إن لم يكن معه شريك يؤنسه ويشاركه هذه اللحظات.
وذكر البعض أن فكرة عدم الزواج والسفر تعود للفيلسوف الألماني فريدريش فيلهيلم نيتشه.
وعلّق كثير من الناشطين تعليقات ساخرة على الوسوم؛ إذ طالب البعض بإعطاء المال للدولة بدلاً من السفر أو الزواج.
ويلجأ بعض الشباب للسفر هرباً من المشاكل والصراعات التي تدور في بلدانهم في الشرق الأوسط، ليؤجلوا حلمهم بالزواج، بحثاً عن حلم أكبر منه، أو يسافروا للبحث عن حياة أفضل، وليتعلّموا من تجاربهم خلال سفرهم.
شكرا لتعليقك