عكس المسلسلات العربية، تستمر المسلسلات الأجنبية لسنوات طويلة وذلك لتعدد أجزاءها، هذا يعني أنك قد تكبر والمسلسل لم ينتهِ بعد.
تخيّل معي إذاً، بعد كل السنوات التي قضيتها في متابعة عمل ما، أن يصفعك صُنّاع المسلسل بنهاية لا يمكن أن تصفها إلا بالكارثية!
اخترت مسلسل Dexter لإنني أكملت مشاهدته للتو لأصُاب بخيبة أمل كبيرة، ورغم أنني لم أقض سوى 3 أشهر في مشاهدته إلا أنني شعرت بالشفقة على أولائك الذين تابعوه لمدة 8 سنوات كاملة منتظرين: ما الذي سيحدث؟ ليتفاجؤوا بأن كتاب المسلسل الذين أنتجوا عملاً رائعاً بكل المقاييس، عجزوا عن تقديم نهاية ولو حتى “مقبولة”.
دعني أولا أعُرّفك بالمسلسل:
إنتاج: Showtime
بطولة: مايكل سي. هول، وجينيفر كاربينتر
سنوات العرض: من 2006 إلى 2013
مدة الحلقة الواحدة: 52 دقيقة
عدد الحلقات: 96 حلقة
عدد الأجزاء: 8 أجزاء
التقييم: 8.8/10 على موقع IMDb
نوع المسلسل: دراما/ جريمة/ غموض.
قصة مسلسل Dexter
القصة غير التقليدية هي التي جذبتني لمتابعته، فهو يحكي قصة “دكستر”، الرجل الذي قُتِلت أمه أمام عينيه بطريقة وحشية وهو لا يزال في الثالثة من عمره، لتتغير حياته للأبد بشكل لا يخطر على البال، قام الشرطي “هاري” الذي وصل إلى مسرح الجريمة بتبنيه، مع مرور السنوات يكتشف الأب أن ابنه ليس ككل الأطفال، بل ليس ككل البشر حتى!
فهو قاس القلب، عديم الإحساس، غير قادر على إظهار أبسط المشاعر، لا يستطيع أن يفرح ولا أن يحزن، عاجز عن الإحساس بالخوف وغير قادر على محبة أو كره أي شيء وأي شخص.. إنه فقط.. لا يحسّ بأي شيء سوى شيء واحد، الرغبة في القتل.
بعد عدة محاولات يكتشف الأب أنه لا يمكنه تغيير ابنه، وبما أنه لا يمكن أن يخبر أي شخص بحالة ابنه- حتى زوجته أو ابنته الصغرى “دبرا” – خوفاً على ابنه، فإنه يقرر “تقويم” رغبة ابنه على طريقته الخاصة.
يقوم “هاري” على مر السنين تلقين ابنه عدة تعليمات تقتضي بأن يقتل سوى “من يستحق القتل” كما يعلمه كيفية التخلص من الجثة ومن آثار الجريمة، وكيف يحرص على أن لا تجده الشرطة أو حتى تشك فيه، وبالتالي علمه “تزييف” حياته لتظهر طبيعية.
و هكذا، صنع لنا “دكستر” بطل المسلسل، الرجل الثلاثيني الذي يكون صباحاً ذلك الشخص اللطيف الهادئ والبسيط الذي يعمل إلى جانب أخته – التي تربطها معه علاقة قوية للغاية -، بقسم جرائم القتل بمركز شرطة مدينة ميامي الأمريكية، يعمل “دكستر ” في مختبر تحليل الدم بالقسم، وبالتالي لديه إمكانية الدخول إلى ملفات أي شخص يريد، الأمر الذي ييسر له عمله الليلي: فهو قاتل متسلسل لا يقتل سوى القاتلين المتسلسلين!
يستمرّ المسلسل على هذا المنوال في 7 أجزاء رائعة جداً تدور حول محاولة “دكستر” الإرتباط بأي شخص يمكن أن يفهمه، وتصادمه مع ” ضحايا غير اعتياديين” قام إصراره على قتلهم بجعله يدفع الثمن غالياً جداً، وعذابه بين الحاجة للإستمرار في إخفاء هويته لحماية نفسه وأخته، وبين الحاجة لإسقاط ذلك القناع والرضا بحالته لعله يتحسّن، كما يصبح في كثير من الأحيان قريبا جداً من قبضة الشرطة، إلا أن الأمور تجري لصالحه بطريقة أو بأخرى.. طبعاً حتى استمرار العمل!
الصدمة
انتهى الجزء السابع من مسلسل Dexter نهاية رائعة ليتركنا متلهفين لمعرفة ما الذي سيحدث في الجزء الأخير، وفعلاً، فإن الحلقة الأولى من الجزء الثامن سجّلت أكبر نسبة مشاهدة في تاريخ المسلسل..
لكن، بمجرد مشاهدة الحلقات الأولى، ينتابك إحساس أنك تشاهد عملاً آخراً ليس له علاقة بالمسلسل الذي تعوّدت عليه، موسم ممل للغاية، شخصيات جديدة ليس لها أي تأثير على مجرى الأحداث، أحداث زائدة وقصص جانبية جديدة تم تركها دون نهاية ولا توضيح، اُضيفت فقط لتملأ الفراغ وتحافظ على مدة الحلقة.
ثم جاءت الحلقة الأخيرة التي أعدتها مراراً وتكراراً وحقيقةً لم أفهم ماذا حدث للكتاب؟ كيف يمكن أن يتم إنهاء عمل رائع بهذه الطريقة الفظيعة؟ كيف وافق المنتجون على ذلك؟
أن كتاب العمل ارتأو إنهائه بطريقة غريبة ليست منطقيّة وغير واضحة سأمتنع من كشفها هنا لمن لم يشاهد المسلسل، والتي أثارت سخط الجميع والدليل أن تقييم الحلقة الأخيرة على موقع IMDB هو 4.8/10 أي إنها أسوأ حلقة في المسلسل!
من حق متابعي أي مسلسل أن يحصلوا على نهاية مرضية كجزاء لهم على الوقت الذي قضوه في مشاهدته والعواطف التي أثارها هذا العمل في أنفسهم، لذلك يعمل الكتاب بجد لإيجاد النهاية المثالية لكل من القصة والشخصيات المعقدة لتتوج مسيرة المسلسل وتبقيه خالداً في الأذهان، لكن يبدوا أن صُنّاع مسلسل Dexter شكّلوا استثناءً للقاعدة.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء