فتاوى "الشيوخ" الخاصة بالنساء: تحريض وهوس جنسي


أثارت تصريحات مفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة غضب منظمات نسوية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيوكان جمعة قال إنه "يحق للرجل النظر إلى المرأة المتبرجة فهي التي أسقطت حقها، حين خلعت الحجاب". وأضاف: "المحجبة لديها رخصة، ولا يحق النظر إليها إلا بإذنها". واشترط، من خلال فتاويه، أنه "يجب أن تكون نظرة الرجل إلى المرأة المتبرجة سريعة، حتى لا يقع على الناظر إثم".
تصريحات المفتي أثارت غضب الكثير من النشطاء الذين اعتبروها "تعدياً واغتصاباً واضحين لحقوق النساء، ودعوة صريحة بطابع إسلامي، تستبيح النظر الذي قد يصل إلى التحرش بالنساء اللواتي لم يرتدين الحجاب، وتكريماً للمرأة الملتزمة بالزي الإسلامي، على اعتبار أنها الأصلح والأكثر قرباً لتنفيذ أحكام الإسلام".

تشير الناشطة ومديرة مؤسسة المرأة الجديدة منى عزت إلى أن "تصريحات المفتي السابق تحريض وعقاب دنيوي، يسقطه على النساء بمباركة من رجال الدين". وتقول إن "العديد من فتاوى وتصريحات رجال الدين في مصر، تعطي المجتمع الحق في التدخل وانتهاك حقوق المرأة ومحاسبتها، بحجة أنها لم تنفذ فرائض دينها، مع العلم أنه ليس من حق أي إنسان التدخل أو فرض الوصاية على أحد".
فتاوى المفتي السابق ليست الوحيدة التي تستهدف النساء وحقوقهن، فطالما كانت المرأة، هي المادة الأكثر دسماً للحديث عنها، وإصدار فتاوى وتصريحات تثير الجدل حولها، وتبرر العنف ضدها. برزت فتاوى عدة مثيرة للجدل في مصر، على مدار السنوات القليلة الماضية تتعلق بالنساء، وأغربها:

"الشات" حرام شرعاً

في أغسطس 2014، أكدت دار الإفتاء المصرية، حرمة المحادثات الإلكترونية Chat، بين رجل ومرأة إلا في حدود الضرورة، قائلة: "لا تجوز المحادثة الإلكترونية بين رجل وامرأة كل منهما أجنبي عن الآخر إلا في حدود الضرورة"، مبررة ذلك بأنها "فتح لأبواب العبث والشر، ومدخل من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد".

لباس المرأة

أفتى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر ياسر برهامي، أن على المرأة التخلي عن ملابسها الضيقة، وعدم ارتدائها حتى أمام إخوتها وأولادها، لما فيها من إثارة قد تشعل رغباتهم الجنسية. قائلاً: "إذا كانت الثياب ضيقة تجسِّم حجم الفخذ مثل الاسترتش Stretch،  لا يجوز للمرأة أن تلبسها إلا أمام الزوج، وإن كانت واسعة جاز لها أمام أبيها وإخوتها أو أولادها".

إباحة النظر

هي فتوى صدرت من الداعية المصري أسامة القوصي، أباح فيها للرجل "النظر إلى المرأة أثناء استحمامها ما دام ينوي الزواج منها". وصادق على فتواه بالقول إن "أحد الصحابة كان يراقب خطيبته وهي تغتسل في البئر، حتى يتأكد من صلاحها للزواج".

اغتصاب الزوجة

أفتى الشيخ السلفي ياسر برهامي بجواز عدم دفاع الرجل عن زوجته في حال تعرّضها للاغتصاب، إذا كان الأمر يهدد حياته. وقال: "إذا كانت الحالة أنه يقتل وتغتصب زوجته، فلا يجب عليه الدفع، لأن تخفيف إحدى المصيبتين أولى من جمعهما عليه". مستشهداً بموقف الإمام العز بن عبد السلام، عن ترك المال للصوص حفاظاً على الروح من القتل.

التعري في الجماع

رفضه عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر رشاد حسن، وأفتى أنه "لا يجوز تجرد الزوجين من ملابسهما بالكامل أثناء المعاشرة الجنسية، "لأن هذا حرام شرعاً ويبطل عقد الزواج". 

إرضاع الكبير

على الرغم من مرور سنوات عدة على إصدار هذه الفتوى من قبل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف عبد الله القرضاوي، فقد أثارت جدلاً، حين تم تناولها مرة أخرى. إذ أفتى رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدين في جماعة القاهرة عزت عطية، أنه "يجوز للمرأة إرضاع زميلها الرجل في مكان العمل"، وذلك لمنع أن تقع خلوتهم في العمل على إثم، على أن توثق رسمياً أسماء من أرضعتهم من ثديها.

تحريم ملامسة الخيار والموز والجزر

تعود هذه الفتوى لأحد الدعاة المسلمين المصريين في أوروبا، وهي تُحّرم على النساء ملامسة الخضر والفاكهة التي تتخّذ شكل العضو الذكري، مثل الموز والخيار والكوسى. والسبب أنها تثيرهنّ جنسياً، أو توحي بأفكار جنسية. وقال الشيخ إنه "في حال أرادت المرأة تناول إحدى هذه الخضر، فلا بد من طرف ثالث يعدّها من خلال تقطيعها لأجزاء صغيرة تبعدها عن شكلها الأصلي".

لبس الكعب العالي

أطلق أحد شيوخ السلفيين في قناة الرحمة الفضائية المصرية وهو الشيخ مصطفى العدوي، فتوى بعدم جواز لبس الكعب العالي خارج المنزل، وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج، مستشهداً بقصة أوردها أحد الصحابة عن نساء بني إسرائيل. وقال العدوي: "إذا كانت المرأة تلبس الكعب العالي لتتبرج به للرجال الأجانب فهذا محرم وممنوع، لأنه يحمل فساداً والله لا يحب الفساد".

الكاتب :نانسي عطيه
شكرا لتعليقك