الختان، عملية قتل للأنوثة وللمتعة الجنسية


ما الختان؟
الختان، عملية تتم في كلا الجنسين، الذكر والأنثى، ففي الذكر، يتم إزالة الجزء اللحمي المغطي لراس العضو الذكري، والذي يعرف بالحشفة، وهذه الإزالة، ليس لها أي نتائج سلبية، على ذكورة الفرد، وعلى وضعه الكلي بشكل عام، وعلى العكس من ذلك، فهي ذات قيمة صحية كبيرة للذكر، تقيه من إصابته من الأمراض، خاصة، اذا لم يتم الاعتناء بهذه المنطقة بشكل يومي، نتيجة لبقاء هذه الجلدة اللحمية، ويقال بان عملية الختان هذه، معروفة من زمان سيدنا إبراهيم، وحتى من قبله بآلاف السنين. وما يهمنا في هذا المقال، هو ختان الإناث، هذه العملية المنتشرة في الكثير من دول العالم، خاصة المتخلفة منها، ويتم في هذه العملية، إزالة كل أو بعض مما يعرف عند الإناث (البظر) والمنطقة المحيطة بجهاز الأنثى التناسلي (الشفرين)، بشكل عام.
فما البظر ؟
البظر، هو جسم صغير في حجم حبة الفول، يقع عند التقاء الشفرين الصغيرين من أعلى، ويتميز هذا العضو، باحتوائه على عدد ضخم من النهايات العصبية، القابلة للاستثارة، عند اقل ملامسة له، ولذلك يعتبر من أكثر أعضاء المرأة حساسية للإثارة الجنسية، ويعتقد ان تحقيق الذروة الجنسية الكاملة للأنثى، تأتي من إثارة هذا العضو، ويختلف حجم البظر، بين النساء من واحدة لأخرى، بالضبط، كما يختلف حجم العضو الذكري وطوله لدى الذكور من شخص لآخر، وليس هنالك أدلة، على أن زيادة حجمه أو طوله ترتبط بزيادة درجة الإثارة عند الجنسين.
يحتوي البظر على أنسجة قابلة للتمدد، وأوعية دموية، وعند حدوث إثارة جنسية له، يندفع الدم من خلال هذه الأنسجة، فيتمدد وينتصب، تماما مثلما يحدث للقضيب الذكري، ويعتبر البظر العضو المناظر للعضو الذكري، أو يمكن اعتباره أيضا، عضواً ذكرياً ضامراً، حيث يعتبر هذا العضو، هو الجزء الذي يتحول الى عضو ذكري في المرحلة الجنينية، في حال توفر باقي الظروف العلمية الأخرى. والبظر يكاد يكون العضو الأنثوي الأكثر إثارة عند الأنثى والذي يوصلها للرعشة الجنسية، اذا ما تم التلاعب به وإثارته، وهذه العملية معروفة عند الكل، وتعرف ب(الاستمناء) عند الذكر والأنثى، ففي حالة الرجل يستثار عضوه التناسلي (القضيب)، والبظر نتيجة استثارته عند الإناث، يحدث الرعشة الجنسية الكبرى لديهم، والتي تشعر الأنثى عندها، بقمة النشوة والانتعاش الجنسي، كذلك يحدث عند الرجل، حيث نتيجة لعملية الاستمناء، يقذف الرجل الملايين من الحيوانات المنوية من خلال العضو التناسلي، وهذا ما يشعره بالمتعة الجنسية، والتي تنتج عن العملية الجنسية الطبيعية ايضا، وهذه المتعة، هي التي يحاول كلا من الرجل والمرأة الحصول عليها، سواء من خلال عملية الزواج الطبيعية، أو من خلال ممارسات أخرى شرعية أو غير شرعية. هناك حقيقة إحصائية، وهي أنه حوالي (70%) من النساء لا يصلن الى الرعشة الجنسية الكبرى بسهولة، من خلال عملية الجماع الجنسي !!
وحتى أولائك (30%) من النساء اللاتي تستطعن الوصول الى (الرعشة الجنسية الكبرى) من خلال عملية الجماع الجنسي، فإنهن، يحتجن الى ما معدله (10-15 دقيقة) من الجماع المتواصل، للوصول الى الرعشة الجنسية !! هذه معلومات مأخوذة عن دراسات علمية و واقعية على أزواج حقيقيين.
تبين أيضا، أن الرعشة الجنسية الكبرى، إنما هي في الواقع ناتجة بالدرجة الأولى عن استثارة البظر بطريقة غير مباشرة، وقد يعتقد بعض الأزواج، أن زوجاتهم باردات جنسيا، لأنهن لا يصلن الى الرعشة الجنسية، من خلال عملية الجماع الجنسي، وهذا خطأ كبير.
فالمرأة بحاجة الى تلك المداعبات المستمرة للبظر، قبل عملية الجماع الجنسي، و أثناءها أيضا وذلك إما عن طريق الزوج، أو عن طريقها هي نفسها، حيث أنه يجوز للمرأة مداعبة بظرها أثناء اللقاء الجنسي مع زوجها، فالبظر هو العضو الجنسي الرئيسي للمرأة، والذي يلعب دورا هاما ورئيسيا في إيصالها الى قمة نشوتها الجنسية، وهي الرعشة الجنسية.
البظر (كما ذكر سابقا)، عند المرأة، كالقضيب عند الرجل (في الأسابيع الستة الأولى من التطور ألجنيني داخل رحم الأنثى) فان الأعضاء الجنسية للذكر و الأنثى متطابقة تماما، وبعد ذلك يتطور هذا (النتوء الجنسي) الى (القضيب) عند الذكر، والى (البظر) عند الأنثى، أي أن البظر، هو العضو الجنسي الرئيسي للمرأة، لما يحويه هذا العضو، من عدد كبير جدا من الأعصاب الجنسية، يعادل ضعف الأعصاب الجنسية في عضو الرجل الذكري (القضيب) !! مما يدل على أهمية هذا العضو في المرأة و حساسيته للمثيرات الجنسية !!
ان تركيب البظر التشريحي ايضا، ينطبق تماما مع تركيب العضو الذكري (القضيب)، باستثناء شيء واحد فقط، وهو ان العضو الذكري مركب من القضيب و الحشفة (رأس القضيب)، وكذلك البظر، له قضيب ولكنه مغطى بطبقة من الجلد، و ممتد بطول 7 سم تقريبا بداخل الجسم!! ، فلا يرى بالعين، والجزء الآخر من البظر هو (الحشفة) وهي رأس البظر، و الجزء الصغير بحجم حبة الذرة تقريبا، وحشفة البظر هي الجزء المرئي من البظر عادة، والفرق الوحيد بين قضيب الرجل و بظر المرأة من الناحية التشريحية، هو أن لقضيب الرجل نسيجين إسفنجيين، قابلين للتمدد عند امتلائهم بالدماء، ونسيج ثالث يتخلله مجرى البول و السائل المنوي، بينما يوجد في بظر المرأة، نسيجين إسفنجيين قابلين للتمدد عند الاستثارة الجنسية ايضا، بينما يفتقر البظر للنسيج الثالث المحتوي على مجرى البول، إذ انه عند المرأة، مجرى خاص للبول، وفتحته تقع بحوالي 2-3 سم أسفل البظر !!
هذه المقدمة كانت ضرورية، حتى يمكننا الحديث عن عملية ختان الإناث، التي تتم على الكثير منهن، في الكثير، من دول العالم، خاصة دول العالم الثالث، يبقى أن نضيف بما يتعلق بختان الذكور، وهي ظاهرة صحية مطلوبة ومقبولة، بأن الإحصائيات العلمية الحديثة تقول بأن (60–80%) من أطفال أمريكا يختنون، ونحن نعلم أن الغالبية العظمى من الأمريكيين من النصارى، والنصارى عادة لا يختنون.
بينت الدراسات العلمية التي بدأت تظهر في أمريكا قبل أكثر من عشر سنوات، أن الأطفال المختونين، هم أقل عرضة للإصابة بالتهاب المجاري البولية، وأن غير المختونين أكثر عرضة للإصابة بهذا الالتهاب بقدر (39) ضعف منه، عند المختونين.
في دراسة حديثة نشرت في عام 2000م، وأجريت على (50) ألف طفل، أظهرت الدراسة أن 86% من التهابات المجاري البولية عند الأطفال في سنتهم الأولى من العمر، قد حدثت عند غير المختونين، وأن الكلفة الكلية لمعالجة التهابات المجاري البولية بلغت عند الأطفال غير المختونين عشرة أضعاف ما هي عليه عند الأطفال المختونين.
وأصدرت المنظمات الصحية لطب الأطفال في أمريكا توصياتها عام 1999م تدعو إلى ختان الأطفال، فعمليات ختان الذكور مطلوبة ومرغوبة خاصة من النواحي الصحية.
عملية ختان الإناث، مرتبطة بالفهم المختلف والتقليدي لدى بعض الشعوب العربية والإسلامية وبعض الدول الأخرى، ويرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف، الذي يتضمن أن المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا، وبعملية الختان، يتم كبح جماح الأنثى الجنسي، الى ابعد الحدود.
ثمة معلومات تشير إلى أن ظاهرة "الختان" أصبحت منتشرة في الكثير من الدول العربية، كدولة البحرين و سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية وفي السودان و مصر، المعروفة بمزاولة هذه العادة، التي هي أساسا عادة افريقية وفرعونية، وليست عادة إسلامية، وكذلك بعض الدول الإسلامية كاندونيسيا.
في دراسة نشرها مركز قضايا المرأة المصري، للأخصائية إسهام عبد السلام عن "ختان الإناث" قالت فيه، ان عملية الختان، عادة اجتماعية تمارسها بعض شعوب العالم، ولا علاقة لها بالصحة، إذ ان اكثر من (90%) من الإناث "..." في جميع قارات العالم يعيشون بلا ختان ولا مشاكل صحية، وقالت ان "ختان الإناث، يرتبط بالمفهوم التقليدي للعفة والشرف، الذي يتضمن، ان المرأة العفيفة هي السلبية جنسيا"، ولذا فإن الختان، يعتبر صفقة اجتماعية "تضحي" فيها المرأة بجزء من جسدها "مقابل منافع اجتماعية، تتصور انها ستحصل عليها كحسن السمعة، وتوافر فرص الزواج وضمان حسن معاملة الزوج، وأهله خوفا من معايرتهم، لها لو ظلت بدون ختان.
وقالت "ان من أسباب حرص بعض كبيرات الأسرة على ختان بناتهن لاعتقادهن ان من واجبات النساء تلبية الاحتياجات الجنسية للرجال، والنساء التقليديات، يعتقدن ان الرجال ضعفاء جنسيا بحيث لا يمكنهم إشباع زوجة سليمة الجسد، لذلك يدمرون جزءا من عضو التأنيث لديها إرضاء للرجال، المحاكم المصرية أصدرت حكما في العام 1977م بضرورة محاربة عمليات الختان عن طريق إبلاغ الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ووزارة الصحة ونقابة الأطباء وغيرهم بمعاقبة من يقوم بتلك الجريمة ضد فطرة جسم المرأة.
يعتقد البعض أن عملية الختان، لدى الإناث تحد من انحرافهم الجنسي، سواء عن طريق عبثهم بهذا العضو، للوصول الى الرعشة الجنسية، او عن طريق البحث عن الشباب لممارسة العملية الجنسية معهم بشكل او بآخر خارج العلاقات الجنسية المشروعة، ويعتقدوا بأن وجود البظر لدى الإناث هو ما يدفعهم للانحراف الجنسي، وزيادة شبقهم وطلبهم للذكر، فهم بهذه العملية، يحدون من انحرافاته، مع العلم بأنه يوجد في المرأة العديد من مواضع الإثارة الجنسية، بدءا من الشفتين مرورا بالرقبة والنهدين والحلمتين وبطن الفخذين والأرداف، وبطن القدمين، ووصولا الى الشفرين، ومن ثم وصولا الى البظر، وهو أكثر الأماكن إثارة حقيقة، في جسم المرأة. تختلف كل امرأة عن أخرى من حيث الإثارة الجنسية، فهناك نساء يستثرن من التقبيل فقط، وهناك نساء يستثرن من البظر، وهناك نساء يستثرن من الاحتضان والمداعبة والملاطفة، أكثر من الجماع والإيلاج، فكل امرأة لها خريطتها الجنسية، ومناطقها السحرية الخاصة بها، لكن عموما النساء عاطفيات ورومانسيات أكثر، ويستحسن الكلام والهمس والقبلات والمداعبات والملاطفات والملامسات السطحية، واللمسات الفنية في مناطق الاستثارة الخاصة بها.
البظر ينبغي أن يكون من أواخر الأعضاء التي يستثيرها الرجل، فلا يجب أن يستثار البظر، إلا اذا بلغت الزوجة درجة عالية من الاستثارة الجنسية، ولا ينبغي استثارته، إلا اذا كان رطبا من الإفرازات المهبلية الناتجة عن المداعبات الجنسية، ويمكن استثارة البظر عن طريق اليد و الأصابع وأي طرق اخرى تكون مناسبة. وعادة ما تتم استثارة البظر عند الإناث عند قيامهن بالعادة السرية المعروفة، وهذه العادة لها مضار عدة على الأنثى منها:
1-حدوث التهابات مهبلية.
2-قد يحدث تمزق بغشاء البكارة، اذا كانت الأنثى بكرا بعد.
3-قد ينتج العقم إذا ما حدثت التهابات وانسدادات.
4-قد تؤدي هذه العملية اذا ما تكرر حدوثها كثيرا، الى حدوث البرود الجنسي بعد الزواج .
5-قد تؤثر هذه العملية على نفسية الفتاة، لاعتبارها نوع من الممارسات الحرام والضارة صحيا. في الوقت الذي يتم فيه البحث للرجل، عن مواد فعالة طبيعية وكيماوية، لاستثارة أعضائه الجنسية، حتى يؤدي دوره في العملية الجنسية بشكل كامل تماما، ويحصل على المتعة الجنسية كاملة ولأطول مدة ممكنة، فانه يتم البحث عن تثبيط شهوة المرأة الجنسية وكبح جماحها عن طريق إزالة البظر والشفرين، والى تلبيسها حزام العفة، وتغطية شعرها بالحجاب، وعدم خروجها من البيت، وعدم اختلاطها مع غير جنسها، الى أخذ محرم معها عند جلوسها على الانترنت.....الخ من الممنوعات والمحظورات. بينما بنفس الوقت، يفكر العالم ألذكوري، بكيفية حث عضو الرجل على الانتصاب ولأطول مدة ممكنة، وكيفية تأخير عمليات القذف عنده، وزيادة حيواناته المنوية، ورفع خصوبته، حتى يستطيع ان يجامع اكبر عدد ممكن من النساء، فكيف بالله عليكم يستقيم هذا الفهم، (إضعاف شهوة المرأة الجنسية، وفي نفس الوقت، رفع شهوة الرجال). أليس هذا يوحي بوجود انفصام فكري لدى أصحاب هذا الفهم، وكيف للرجل ان يشبع رغيته الجنسية، اذا كانت المرأة مختونة ولن تستطيع مجاراته في رغباته.الكثير ممن يمارسون الجماع الجنسي بشكل عشوائي، بغض النظر عن الرضا، المطلوب..والبعض يقبل على ممارسة الجنس بود وحب، وينتظر هذه اللحظة الحميمة، والبعض الآخر يظل في حاجة دائمة للجنس، وبرغم حصوله عليه يومياً، فنراه في شوق في كل مرة الى عملية الجماع، وهذه الحالة تعرف (بالشبق)، وهو شدة طلب الإنسان للجنس، مع أنه عند كل لقاء جنسي بين الزوجين، يحدث الرضا والقبول من الطرفين، وهذا ما يعرف بشدة الدافع الجنسي لدى الجانبين، حيث ان عملية الجنس عملية متجددة باستمرار، فكلما أشبعت، عادت مرة اخرى بقوة متجددة وهكذا. هذه الحالة (الشبق الجنسي)، قد تعكر الجو الرومانسي أحيانا، اذا كانت من طرف واحد ولا يحبذها الطرف الآخر، فنجد امتناع طرف عن اللقاء اليومي، بحجة انها تسلب الكثير من الشهوة وأنهم غير قادرين على منح الطرف الآخر مبتغاة.. عندها سيصاب الطرف المصاب بالشبق الجنسي بالإحباط من عدم تلبية رغبته وإشباع شهوته من الطرف لآخر، مما يجعله يبحث باللجوء الى وسائل أخرى، تريحه من تخفيف شهوته، ويمكن أن يبحث دائماً عن البديل، بحجة إرضاء شهوته، إذن لماذا نبحث عن ختان الإناث، والحد من جماحهم الجنسي، اذا كان هذا مطلوبا عند بعض الرجال، ألم أقل لكم بأننا مصابون بحالة انفصام فكري فعلا، ولماذا يتم ربط العملية الجنسية التي يطوق اليها كلا الجنسين، الرجل والمرأة بالحرام والحلال والمحرمات والممنوعات والمحظورات وغيرها من الأمور، طالما انها عملية طبيعية مشروعة، لدى معظم شعوب العالم، وهناك ضوابط لها، من قبل هذه الشعوب، كل حسب أوضاعه الخاصة.
بينت الإحصاءات ان (%70) من النساء لا يصرحن بحقيقة إشباع رغبتهن الجنسية في لقائهما الزوجي المعتاد، ويعزي ذلك، الى ان مثل هؤلاء السيدات، يلجان الى الكذب، لأنهن يعلمن أهمية ان تكتمل شهوتها أمام زوجها، الذي سيشعر برجولته اكثر، اذا ما شعر انه قد أرضى زوجته تماما من الناحية الجنسية.
ليس من السهل التعرف بشكل واضح على وصول الأنثى للرعشة الجنسية، غير ان هنالك بعض الدلائل التي تشير الى ذلك، مثل زيادة في ضربات القلب، والتعبير الذي يظهر على الوجه وتقلص وانبساط عضلات المهبل، وزيادة سرعة الشهيق والزفير. إننا بالختان نقول مرحباً بالعبودية ووداعاً للحرية والعقل، وإذا رغبنا في الخروج من كهف الظلمة لساحة النور، علينا أن نعترف بأن أجسامنا ملك لنا ومصدر فرحتنا، وليست وعاء شرورنا، آثامنا ورذيلتنا، وأن نمنع أي بتر عدواني نفعله بها كالختان، الذي هو من بقايا العبودية.

بقلم أحمد محمود القاسم
شكرا لتعليقك