للعام الخامس على التوالي، تحلّ التصاميم العربية والغربية المتنوعة ضيفة على "أيام التصميم دبي"، من 14 إلى 18 من الشهر الجاري. وقد تحوّلت هذه الفعالية إلى موعد لمختلف أشكال وألوان وأنواع التصاميم، من قطع الأثاث ووحدات الإنارة والأكسسوارات.
وفي نسخته الخامسة، يُطلّ "أيام التصميم دبي" بأكثر من 750 عملاً لتصاميم محدودة الإصدار والمعدّة للاقتناء على المستوى العالمي، ليضم 45 عارضاً من 20 دولة، بينها فرنسا، إسبانيا، لبنان، الكويت، قطر، والإمارات.
تدير وتملك "مجموعة آرت دبي" معرض "أيام التصميم دبي"، الذي ينعقد بدوره تحت مظلة "أسبوع الفن"، وهي مبادرة جامعة للفعاليات الفنية والثقافية تنطلق سنوياً في شهر مارس، وتُعنى بترويج النشاط الثقافي في المنطقة للمقيمين والزائرين على حدٍّ سواء.
وكما جرت العادة، تتميّز هذه الفعالية بالتنوّع، ما "يُعزّز مكانة دبي كنقطة التقاء عالمية، حيث يستضيف المعرض أفضل التصاميم من شتى أرجاء المعمورة، بالإضافة إلى نخبة الإبداعات المحلية، موفراً بذلك منصة عالمية للصالات الناشئة جنباً إلى جنب مع تلك المخضرمة"، على حد قول سيريل زاميت، مدير المعرض.
كثيرة هي التصاميم التي تستقبل الزوار وسط مدينة دبي، إلا أنّنا قررنا التوقف عند تلك التي تميّزت بدمج التقاليد والثقافة والبيئة العربية بالطابع المعاصر، لتولد منها تصاميم مبتكرة قد يأمل أيّ منّا أن تزيّن منزله.
المدخن المنزلي
اعتاد السكان المحليون في منطقة الخليج استخدام المدخن يومياً في المنزل، للشعر أو الملابس أو حتى الجسم. مهما اختلفت استعمالاته، أرادت المصممة القطرية عائشة السويدي تصميم مجموعة من ثلاثة مداخن. وجاءت المجموعة التي تضم ثلاثة تصاميم مختلفة على شكل مدخن يحتوي على غطاء وقائي لحماية الشعر والملابس من الفحم الساخن، ولتوجيه الدخان. وقد صنعت من الزجاج المقاوم للحرارة وتوفّرت بثلاثة ألوان: الأحمر الياقوتي، الأخضر الزمردي والأصفر العنبري.
مجموعة نقش
أطلقتها الأختان الأردنيتان نرمين ونسرين أبو ديل عام 2010، لتعكس أعمالاً فنية وقطع أثاث تجمع الجماليات العربية المعاصرة والتقليدية. ولوحة "شال" تأتي ضمن "مجموعة نقش" وتجد في لغة التطريز التي تميّز منطقة الشرق الأوسط وفلسطين بشكل خاص مصدر إلهام. فتشكّل كل مجموعة من القطب المجتمع معاً "وحدة" إيماناً من المصممتين بجمال وحدة الثقافة العربية. كما أدخلتا على اللوحة الرخام الصناعي المحفور بالليزر والمعشق بالنحاس.
صينية بلاط المسجد
في محاولة لإعادة إحياء تصميم قديم لم يعد رائجاً، أرادت المصممة السعودية نورا بوزو أن تُعيد تصميم بلاط المساجد على شكل نجمة وصليب، وهي طريقة كانت شائعة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر في العالم الإسلامي. وكانت كل قطعة مؤلفة من نجمة ذات رؤوس ثمانية تحمل بيت شعر أو آية قرآنية. وحين يتم جمعها معاً على واجهة المسجد، كانت تروي قصة متماسكة أو قصيدة شعر متكاملة. أعادت بوزو إحياء هذا التصميم مستوحية من الرسومات القديمة، إلا أنها عوضاً عن أن تصف العراك حول أمور ذات معنى، استبدلتها بالهامبرغر أو غزل البنات أو أمور بلا قيمة فعلية.
الكرسي الرخامي
هنا أيضاً تشكل النجمة ذات الثمانية رؤوس مصدر إلهام للمصممة المتعددة الاختصاصات الجود لوتاه، التي تتخذ من أيام دبي مقراً عبر مجموعة الكراسي الرخامية، التي تجمع الأنماط والأشكال الهندسية والطيات من المفاهيم التقليدية والعناصر الحداثية.
مسند
نبقى مع المصممة الجود لوتاه، ولكن في عمل آخر: "مسند"، الذي صممته لـ"مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد"، الحائز جائزة برنامج إنتاج السجاد وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، تقديراً لدعم وتعزيز التنمية المجتمعية المستدامة، عبر تمكين أكثر من 4000 حرفيّة متخصصة في إنتاج السجاد اليدوي الأفغاني. والسجادة التي تصنع يدوياً تجمع التصاميم المعاصرة والألوان الطبيعية، وهي متصلة بمقعد جلدي أسود اللون لتوفير مختلف وضعيات الجلوس وتذكّرنا بالمساند الموجودة في المجالس التقليدية.
النور
أراد المصمم اللبناني غسان سلامه في تركيب الإضاءة "النور"، أن يواصل تحدّيه الدائم في أعماله، وهو أن يأخذ الحرفية التقليدية إلى أبعد حدود بفضل ابتكار تعقيدات جديدة من الأشكال والتقنيات. ويتألف "النور" من 8 سجادات منسوجة بالمعدن يدوياً، كل سجادة فريدة من نوعها في أنماط النسيج والألوان والمواد المستخدمة، التي تجمع النحاس الأحمر والفولاذ المقاوم للصدأ والمعادن السوداء. هذه القطعة المعلقة تضم أيضاً سلسلة من أضواء LED المدمجة، لتحويل وظيفتها من مجرد ديكور إلى إضاءة. ويختلف انعكاس الضوء على المعدن والفضاء المحيط بحسب الزوايا ما يخلق بيئة جذابة ومطمئنة بصرياً.
الكاتب : باميلا كسرواني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء