لغز قدور لاوس العجيبة!!


سهل القُدُور (جمع قِدر) هي منطقة في شمال لاوس، معروفة بوجود مئات القدور العتيقة جدا، اصل هذه القدور و فيما
 استعملت لم يعرف بعد و هي متناثرة على مدى كبير يبلغ 1000 كم مربع.
اهم المناطق التي تتركز فيها هذه القدور هي مقاطعة xieng khouang، هذا السهل يبلغ متوسط ارتفاعه عن سطح البحر 1200 متر.
هناك في الاجمال قرابة 60 موقعا تتركز فيه القدور بكثافة في هذه المقاطعة، يمكن ان يصل عدد القدور في تجمع واحد إلى اكثر من 250 قدرا، طبعا هذا لا يمنع مواقع اخرى تحوي قدرا او اثنين متفرقة مثل سهل كورات في تايلاند او في شمال الهند.
حاليا هناك محاولات مكثفة تقودها بعض الجمعيات في محاولة لضم سهل القدور لقائمة التراث العالمي لليونيسكو، هناك 3 مواقع فقط مفتوحة للعموم، منها Thong Hai Hin ب250 قدرا تزن بين 600 كغ و 6 أطنان.
القدور متراصة في مجموعات دون نظام يذكر، مختلفة الأحجام من متر الى 3 امتار، يبلغ مقاس محيطها 8 امتار، تزن من 500 كغ الى عدة اطنان بالنسبة للكبيرة منها (يمكن ان تسع 10 رجال واقفين داخلها). وقع نحتها من الصخور الصلبة و الجرانيت، و البعض منها موجود في السهل نصف مطمورة.
احيانا نجد حذو البعض منها قرصا حجريا قد يكون استخدم كغطاء.
هيئاتهم بسيطة و غير معقدة اسطوانية في اغلبها، لا تحوي اي كتابة او نقش ، ايضا ليس هناك اي دليل في تلك المنطقة عن حضارة غابرة استوطنت هناك مما يترك اصل صانعيها غامضا مجهولا.
مقاطع الحجارة التي صنعت منها القدور تبعد عدة كيلومترات، تاريخ صنعها غير دقيق فهو يتراوح بين 4000 سنة قبل الميلاد و بين 800 سنة بعد الميلاد. و القوم الذي صنعوا هذه القدور مجهولون تماما.!
اول دراسة للموقع كانت سنة 1930 من خلال مادلين كولاني من المدرسة الفرنسية بالشرق الأقصى، قامت بعديد الأبحاث على القدور و اكتشفت قرب الموقع كهفا به مدخنة طبيعية (تجويف في السقف) و هناك وجدت اثار نيران و عظاما بشرية متحجرة.
عندها وضعت نظرية ان ذلك الكهف هو محرقة للموتى و ان القدور يوضع فيها رماد الموتى بعد حرقهم. هذه النظرية لم تثبت ابدا صحتها.
هذا الموقع صنّف بين أكثر المواقع التي وقع قصفها من القوات الجوية الأمريكية طيلة حرب فيتنام: أكثر من 500 هجوم جوي كل شهر حسب برنامج رولينغ ثاندر!! ارقام مأخوذة من وثائق البنتاغون، أي بمعدل هجوم جوي كل 8 دقائق لمدة 9 سنوات حسب الصحفي فريد برانفمان الذي كشف في كتابه عن هذا القصف الغير مبرر.
برانفمان أثبت بما لا يدع مجالا للشك، و ذلك من خلال ما استقصاه من وثائق و معلومات، ان سهل القدور لم يدخل ابدا ضمن مواقع تحصن او تمركز او حتى عبور بمحض الصدفة لهو شي منه و قواته!
و مع ذلك نجد ان القدور قد صمدت امام القصف المركز!!

لنحلل اصدقائي هذا الأمر معا:
-قدور عظيمة ضخمة اعدادها بالآلاف لم يتمكن العلماء من معرفة اصلها او صانعيها و واضح جدا ان البشر العاديين امثالنا و في تلك العصور الغابرة لن يأكلوا في قدر بمثل هذه الضخامة.
- عدد القدور الكبير جدا، فلو كانت قدرا واحدة يمكن القول ان قبيلة كاملة تحضر فيها مأدبة ضخمة، و لكن الحال ليس كذلك، فعدد القدور و ضخامتها يحضر مأدبة لكل سكان الأرض آنذاك.
ـ الميزان الضخمو ابتعادها عن مكان نحتها، مستحيل على اناس في حجمنا و بدون امكانياتنا أن ينقلوها فما بالك بالعصور الغابرة.
- اكتشاف محرقة في كهف على القرب من موضع القدور ، مما دعا بمادلين كولاني للقول بأن القدور لوضع رماد الجثث و هذا كلام لم يثبت و غير منطقي.
- ما السر وراء قصف موقع القدور 500 مرة كل شهر لتسع سنوات كاملة؟! خصوصا ان الموقع لا يمثل معسكرا للاعداء! اي سر يريدون اخفاءه (او نجحوا في اخفاءه ) من خلا هذا القصف المركز!؟
- اي قوم هؤلاء الذين يصنعون كل هذه القدور و لماذا؟ واضح جدا انها لم تصنع بغرض الطبخ و الاكل لعدم وجود اي بقايا عضوية داخلها. يعني الأغلب أنها صنعت لا للاستعمال، و انما استعراضا للقوة او طاعة لأمر.!!
اختم اصدقائي هذا الموضوع بآيتين قرآنيتين و الى اللقاء في مواضيع اخرى.
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ()
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"
شكرا لتعليقك