"دونالد ترامب" ليس بالمختلف و لكنّه الأسوأ !!

غالبا ما تثير الحوادث الارهابيّة التّي تُصيب أعتى الدول نفوذا و قوّة في المشهد السياسيّ-الاقتصاديّ العالميّ حنق المعارضة السياسيّة بالداخل و التّي تتصدّر المشهد السياسيّ المحليّ بالتشكيك في سياسة الحكّام و ضرورة بلورة حلول جذريّة تعيد ترميم ما انهار فجأة : هكذا دور نافذ تتبنّاه المعارضة السياسيّة بالدول الديمقراطيّة و الذّي ينبني على احداثيّة ثنائيّة معقلنة ( النقد و البديل ) هذا الأمر تعودّنا عليه بين كافّة الأطراف السياسيّة الأمريكيّة منذ عقود . لكن المثير ماذا لو صادف أنّ انتخابات رئاسيّة حاسمة تدور رحاها بالبلاد، هل ستصادر مواقف المعارضة عن الاحداثيّة المعهودة ؟ أ لن يسعى مرشّحوا الانتخابات الأوفر حظّا إلى انتهاز الموقف و احتوائه داخل دائرة البراغماتيّة الانتخابيّة ؟
يبدو أنّ "حادثة أورلندو" الارهابيّة لن تخدم "هيلاري كلينتون" بالقدر الذّي ستصيب فيه مبتغى "دونالد ترامب" ! اذ أنّ هذا المرشّح يختلف قليلا عن ممثّلي التاريخ الرئاسويّ الأمريكيّ السابقين و "أوباما" ٱخرهم . لم تخرج الوعود الانتخابيّة التّي قطعها المرشّح الجمهوريّ عن مشاريع العدائيّة السامّة للعرق الاسلاميّ و ليس الدين حتّى، اذ أنّ المسلم اليوم "متّهم حتّى تثبت ادانته" بل انّ الخطاب الذّي رفض "أوباما" تشريعه سياسيّا ( الارهاب الاسلامي ) يبرز صراحة مع "ترامب" "بأنّ المسلم ارهابيّ بطبعه" !!
من المعلوم أنّ الرئيس الأمريكيّ القادم قد حُسمت شروط ترشّحه لهكذا أكثر المناصب المرموقة في التاريخ، اذ أنّ "مركز الشرطيّة الأولى" الوجه الفلسطي-اسرائيلي . فحكّام الولايات المتحدة الأمريكيّة برمّتهم كان شرط رئاستهم المبايعة المطلقة للعنصر الصهيونيّ الذي ينخر اللامرئيّ من وكالات الأنباء الأمريكية و مراكز البنتاغون و البيت الأبيض و كافة المنافذ الليبرالية الهامّة ! "ترامب" تجنّد أكثر من العادة للدفاع عن مشروع "أمريكا بلا مسلمين" و علّه نسى أو تناسى أنّ الولايات المتّحدة انّما هي أرض المهاجرين بلا منازع فمن يقطنها زمن اكتشافها ليسوا سوى طائفة من الهنود الحمر و علّ "ترامب" نفسه أحد المهاجرين من أساسه ! هذا الرجل عنصريّ أكثر من اللزوم لذلك فقد سارع لإقتناص فرصة الحادثة الأخيرة بفلوريدا و وعد مجددا بمحق "الاسلام الارهابيّ" حال وصوله سدّة الحكم و كأن لا شاغل للرجل غير هذا الأمر ! الواقع أنّها خطوة خاطئة عادت بالوبال عليه زاد نقده الشديد لـ "أوباما" الطين بلّة اذ صوّرته "الواشنطن بوست" في موقع صارخ ممّا كلّفه "تفسّخ" بضع انشات من صورته البطوليّة التّي يسعى إلى نحتها على حساب الإسلام و المسلمين . و أمام واقع أمريكيّ تتغلغل بداخله مؤسّسات المجتمع المدنيّ النشيطة و الهيئات الحقوقيّة الإقليمية و الدوليّة و صورة "أمريكا الحريّة" و خاصّة أمام وزن المسلمين العددي و الفكريّ بالبلاد، ليس على "دونالد ترامب" سوى أن يكون سياسيّا مهادنا أو "نازيّ الجمهوريّين" بلا منازع في حال نجاحه في تقلّد مناصب الحكم خاصّة أمام صورة لا تختلف بشاعة عن التّي تميّز "كلينتون" و التّي تحضى بدعم الرئيس الأمريكي الحاليّ "أوباما" .


شكرا لتعليقك