"جو كوكس" قاتلها ليس مسلما اذن ليس إرهابيّا !!


مسرح الجريمة "مكتبة بيرستال" غرب "يوركشير" الإنجليزيّة .. و كم هو صعب أن تلقى حتفكَ بثلاث أعيرة ناريّة و بين ناخبيكَ و حيث وُلدتَ !! هكذا ودّعت النائبة البريطانيّة في البرلمان عن حزب العمّال "جو كوكس" الحياة نهار 16 يونيو 2016 ! المثير للجدل -أكثر من اللزوم- التغطية الإعلاميّة البريطانية للحدث و التّي أقلّ ما توصف به بأنّها "محتشمة" الأمر الذّي دفع بصحفيّ بريطاني إلى التعليق « ماذا لو كان القاتل مسلما ؟ » هكذا سارت الأحداث فجأة لتميط اللثام مجدّدا عن الوجه المتحضّر و الديمقراطيّ للامبراطوريّة الإنجليزيّة الخالدة !!
"جو كوكس" كانت أحد أبرز الوجوه السياسيّة البريطانيّة التّي نذرت نفسها للدفاع عن حقوق الانسان و الاغاثة الدوليّة ( انخراطها في المنظّمة الخيريّة العالميّة أوكسفام ) كذلك تجنّدها الدؤوب فيما يخصّ مسألة اللاجئين السوريّين و هي التّي تعارض النظام الأسديّ حيث أسّست "المجموعة البرلمانية أصدقاء سوريا" و التّي ترأستها. لقد كانت [ ناشطة لا تكل من أجل اللاجئين السوريين . ] أنظر مقال "الأندبندنت" بتاريخ 16 يونيو 2016 بعنوان "Jo Cox obituary: The Labour MP who campaigned tirelessly for refugees" . "الموت للخونة ، الحريّة لبريطانيا" انّها كلمات "توماس ماير" قاتل "كوكس" و التّي تطرح العديد من التساؤلات بشأن القضيّة خصوصا دوافع ارتكاب الجريمة و موقع "اليمين المتطرّف" من هذه القضيّة !!
كنّا نظنّ سابقا أنّ أرض "ميثاق حقوق الانسان" خاصّة و أوروبا عموما على إيمان راسخ بحقوق الانسان و ثقافة التنوّع و الاختلاف على مذهب "فولتير" و الّا لما تجنّدت المجموعة الأوروبيّة الديمقراطية للغزو العالمي المعاصر باسم الديمقراطية حيث تملي على الشعوب المتخلّفة دروس احترام الغير و السعي إلى التضايف و التعايش على أسس متينة لا التصادم و العصبيّة ! "انّه صنم الأوهام و قد حطّمته كوكس أخيرا" فخير لكم أن تجتازوا اختبار حريّتكم بأنفسكم قبل نشر رسائلكم الكاذبة خارج بلدانكم !! و الّا ما معنى أن يقتل انسان لمجرّد إيمانه بالانسانيّة العالميّة و دفاعه عن قضايا التحرّر و ديمقراطية الشعوب ؟ ( إعتقادي بأنّ دوافع القتل أيديولوجية بحتة يعود لوقائع الجريمة لا أكثر ) .
هذا المقال ليس نعيا لــ "كوكس" و انّما إيمان انسانيّ بتحجّر صنم "الغرب المتحضّر" و تسارعه نحو الزوال !
الموت للعصبيّة ، الحريّة لروح "جو كوكس" !!


شكرا لتعليقك