هكذا تُصنع الآلهة


إن مجتمعاتنا متيمه بصناعة و أبتكار التابوهات و تأليه الشخصيات العامه و القياديه والأنقياد الاعمى لتضليلهم، و التلذذ المازوشى بالعبوديه و الغرق فى برك و مستنقعات سلطانهم الوهمى الكاذب،مجتمعات حظائريه منقادة يعشق السادة أستغلالها لزيادة قابليتها للقطعنه، مجتمعات تسودها ثقافة هذا ما وجدنا عليه أبائنا واجدادنا وهذا ما اجتمعوا على صحته وعصمته ، ثقافه ببغائيه قائمه على التوريث والتلقين و الحفظ،ثقافه دوجماطيقيه احاديه الرؤيه و التوجه ، ثقافة الثوابت و المطلق ، ثقافه المضامين العنصريه السلطويه الطبقيه الاستعلائيه الصداميه الماضويه التراثيه،والشعارات الخطابيه البلاغيه الانشائيه الحنجوريه الرنانه، لا نفهم الا لغه القوة ولا نؤمن الا بالمصلحه، ولا نعرف سوى التنميط والتغييب والتأمر والقمع و القهر والتخويف والتخوين،ولا نسعى الا لخلق كائنات ممسوخه تم محو ذاتيتها و تدمير كيانها النفسى و تشويه قاعدتها الفكريه، كائنات أعتماديه بحاجه لمن يكفلها، كائنات طفوليه تم قولبتها و سحق هويتها . كائنات قاصرة ذهنيا مريضه بمختلف الامراض النفسيه و الفكريه و الاجتماعيه
، سادومازوشيه محتقرة لذاتها و معاديه للأخر . كائنات عبارة عن دمى متحركه و حطام أنسانيه و أشباة بشر ، كائنات طائعه منقادة مسلوبه ألأرادة بحاجه الى من يقودها ويقومها ويؤدبها و يبرمج عقلها ويقيم ردود أفعالها ويحدد أهدافها و مسارها وهذا هو الأساس و الشغل الشاغل والسعى الدؤوب والهدف المقدس وألسامى للعديد من الأباء والأمهات فى طريقه تربيتهم لأبنائهم بسبب شعور الوالدين بالدونيه و الشك فى النفس وعدم الكفايه الذاتيه ، وأنعدام الأحساس بالقيمه و القدرة على الفعل نتيجه الحياة فى ظل مجتمع أبوى سلطوى طبقى مستغل، تنتشر به جميع صور الخرافه والجنون، والجهل والتجهيل، والكبت الفكرى والنفسى والجنسى، فالعديد من الأباء يستخدمون سلطتهم ألوالديه لأمتلاك ألأبناء ـ إحدى المعتقدات الوهميه السائدة هى أن الأبناء ملكيه خاصه للأباء لأنهم من أنتاجهم ـ و تشييئهم بتحويلهم الى وسائل لتحقيق أهدافهم و غرس مبدأ خاطئ جداً ومدمر فى عقول ابنائهم وهو أن سبب وجودهم هو تحقيق رغبات والديهم، بل واقناعهم بحتميه و عظمه و قدسيه قبولهم لهذا الدور ، لما لهم من فضل يتمثل فى كونهم سبب مجيئهم للحياة و قيامهم بالأنفاق وتوفير المسكن ـ الأنفاق و الرعايه و توفير المسكن المناسب والحياة الكريمه للأبناء ، ليس فضل أو هبه أو عطيه من الأباء ، بل هى حق للأبناء و فرض ومسؤوليه على الوالدين.
شكرا لتعليقك